العلاج والرعاية الشخصية
فأنت معنا لا يتم إدراجك ضمن برامج معدة مسبقًا بل نتعامل مع حالتك على أنها حالة فريدة ومستقلة بذاتها.
على الرغم من أن النهج الذي نتبعه لن يكون محدد أو موحد، إلا أننا سنستعين بعلاجات مجربة ومختبرة في حال رأينا أنها مفيدة لحالتك؛ فسياستنا قائمة على المشورة حيث أننا على استعداد دائم بتعديل نهجنا طالما نتفق على ذلك.
تتمثل أولى الخطوات لدينا في التعرف عليك جيدًا ومن ثم بناء جسرٍ من الثقة مما يتيح لنا العمل سويًا بكل فاعلية. فهذا هو جوهر العلاقات العلاجية الإبداعية. فأهدافك وما تريد تحقيقه لدينا هو محور عملنا ومركز اهتمامنا.
وبالعمل جنبًا إلى جنب وعلى نحو فردي معك سيتمكن الطبيب النفسي، بالتعاون مع فريق الرعاية الطبية والعلاجية من تكوين أوضح صورة ممكنة حول مدى تأثير الإدمان عليك وعلى الأشخاص المقربة منك. كما نستعين بخبراتنا العريضة وخبرائنا الأفذاذ لمساعدتك في وضع وتحديد برنامج التعافي الخاص بك والذي صمم خصيصًا لك، حيث أن البرنامج الذي ينال موافقتنا يعد الأفضل من حيث قدرته العلاجية.
سنقدم لك كل ما تحتاجه من دعم للحفاظ على ما تم تحقيقه وما توصلت إليه في رحلة تعافيك في فترة ما بعد الخروج من مركز كلينيك ليز ألب (Clinic Les Alpes).
تعافيك أمرًا مفروغًا منه فما هي إلا مسألة وقت لتسترد كامل صحتك. التعافي أمرًا لا يمكننا منحك إياه أو صنعه لك أو من أجلك. فالسبيل الوحيد للتعافي وجعله أمرًا واقعًا بين يديدك هو ذاتك من خلال تهيئة الظروف الملائمة والنهج الصحيح. لذلك نركز جُل جهدنا على ما يمكننا فعله لتهيئة الظروف الصحيحة التي من شأنها مساعدتك وتمكينك من التعافي.
نري أن دورنا يكمن في توفير مكان آمن ومتكامل ويعمل وفق المعايير المهنية ويقدم سبل الرعاية حيث نعمل فيه وفق نُهج شخصية من أجل:
- فهمك كفرد في إطار حياتك الحالية
- معرفة ما الأسباب التي دفعتك لطلب المساعدة الآن
- معرفة أهدافك الشخصية وتقيمها
- إدراك العقبات التي تحول دون تغيرك على نحو إيجابي وتحقيق أهدافك.
- مساعدتك على المضي قدمًا نحو ما ترنوا إليه من أهداف وتخطي هذه العقبات، والاستخدام الأمثل لمواردك في سبيل تعافيك.
- دعمك لتحقيق ذلك من خلال الاستعانة بكل ما لدينا من معرفة وخبرة ومصادر، مع الإبقاء على الاطلاع على إمكانات التي تتحها النهج الجديدة.
- مساعدتك في وضع سلوكيات شخصية للتعافي، وأفكار وتصرفات وممارستها على المدى القصير مما سيساهم في تحسن صحتك على المدى البعيد.
باستثناء أدوية الوصفات الطبية، يوفر مركز كلينيك ليز ألب (Clinic Les Alpes) بيئة أمنة وخالية من الكحول والمخدرات.
سيقدم مركز كلينك ليز ألب نهج قائم على سياسة الامتناع عن التعاطي لضمان تعافي مستدام، ومع ذلك فإن هذا النهج لا يتسم بالتزمت الصارم. سيتم تحديد الاستخدام الحكيم للأدوية وفقًا لما تحتمه الضرورة الطبية. لن يتم منعك من الأدوية التي تحتمها الضرورة الطبية في الوقت الحالي أو مستقبلاً. ستكون البروتكولات السريرة المتبعة لإدارة الانسحاب وفقًا للمعاير الدولية كما أنها ستكون من المعايير التي تم اختبارها وتجربتها على مدار عقود.
الامتناع عن إدمان المخدرات أو السلوكيات هي أول خطوة على المسار الصحيح للعلاج. وليس بالتأكيد الغاية في حد ذاته.
الامتناع عن الإدمان ليس هو الشفاء. بل يكمن الشفاء في ترك هذه الموبقات وفعل ما ينافيها مما يعود عليك بالنفع: التعافي وما يصحبه من تأثيرات إيجابية.
في طريق الامتناع عن التعاطي هناك خطوة عملية يجب مراعاتها. وهي اعادة اكتشاف الشخص لنفسه ومن الآخرين دون أدنى تأثير لمخدر أو سلوك. كما من الممكن أيضًا إجراء تقييم للتأكد ما إذا كانت مجموعة متنوعة من الأعراض العقلية والبدنية الموجودة أثناء التسجيل كانت موجودة أثناء فترة الإدمان أو قد توجد بأي حال من الأحوال. حيث أن بعض الأعراض تختفي في حين ظهور أعراض أخرى على نحو أكثر وضوحًا. مما يتيح انعكسًا حقيقيًا للفرد بعد الانسحاب.
الامتناع عن التعاطي – لليوم فقط
عند التفكير في اتخاذ نهج قائم على الامتناع من أجل التعافي من الإدمان، غالبًا ما يصاب الأشخاص بالقلق وقد تدور بعض الأسئلة في عقولهم.
الأمر مفهوم تمامًا. يعتبر التخلي عن أي شيء ونسيانه من أصعب الأمور التي يمكن للبشر القيام بها، ناهيك عن المدمنين. حيث إنه إذا كان لديك ارتباط نفسي – فسيولوجي بمادة مخدرة وسلوك ما لبعض الوقت، فإنه على الرغم من الضرر الذي يسببه لك وللأشخاص المقربين منك، فإن احتمال التخلي عنه قد يملأ الشخص بالخوف والرعب.
إنه الخوف من المجهول. إنه الخوف مما سيملأ الفراغ الذي يشغله حاليًا نشاط متعلق بالإدمان بجميع أبعاده. إنه الخوف المتعلق بالهوية. إنه الخوف من المواجهة على الرغم من حقيقة وجود أدلة كافية على أنه لا يواجه في الوقت الحالي، الأمر الذي قد يكون دفعه بالفعل لطلب المساعدة من مكان مثل مركز كلينيك ليز ألب (Clinic les Alpes) في المقام الأول.
كثيرًا ما يرغب في الاحتفاظ لنفسه بإمكانية تعاطي المادة المخدرة أو ممارسة السلوك السيء في وقتٍ ما في المستقبل. إنه نوع من بوليصة التأمين العاطفي؛ شيء يرغب في التمسك به، فكرة لا تفارقه.
لذلك فإننا نسمع بعض الأسئلة المثيرة القلق مثل: “هل تخبرني أنه لا يمكنني أبدًا / لن أكون قادرًا على شرب الخمر أو تعاطي المخدرات أو غير ذلك مرةً أخرى؟”
أول ما يمكن أن نقوله هو أننا لا نطلب من أي شخص عدم القيام بهذا أو ذاك عندما يغادر رعايتنا. لكن سيكون له ممارسة الحق في الاختيار دائمًا. ويتمثل هدفنا في أن الخيارات التي يتخذها ينبغي توضيحها بدقة من خلال فهم محسّن بشكل كبير للإدمان والتعافي.
نطلب منه أن ينظر في الآثار والنتائج المترتبة على ما كان يفعله حتى الآن ومعرفة الاستنتاجات التي ينبغي استخلاصها منها لمساعدته في الحفاظ على سلامته والإفادة منها في المستقبل.
نهدف من وراء ذلك أن يكون قادرًا على إدراك مدى محاولة الإدمان عدم تحقيق التعافي في كل مرة. وغالبًا ما يمكن ملاحظة ذلك في الأفكار التي تنشأ، والتي تبدو بريئة في طابعها ولكنها تحمل نية خبيثة. ويفضل الإدمان أن يضيع الشخص وقته الثمين في التفكير في مثل هذه الأسئلة بدلاً من أن ينقذ حياته.
يجب النظر في السؤال المذكور أعلاه من منظور مختلف. ومن خلال تقديم النوع المناسب من المساعدة، يمكن دعم الشخص للتوصل إلى فهم بشأن كيفية التعافي بطريقة لا تخدمه بشكلٍ جيد.
لذلك، قد ندعوه إلى صرف الانتباه عن “عدم التعافي” والاهتمام بالمساعي الإبداعية والإيجابية التي تتمثل في تحقيق تعافي قائم على أساس جيد لنفسه.
قد نقترح عليه التخلص من القلق بشأن ما إذا كان من المحتمل تورطه في سلوك معين مرةً أخرى في المستقبل والتزامه بالامتناع عن الإدمان يوميًا خلال فترة تواجده معنا “لليوم فقط”. يمكنك تجربة ذلك وإبداء رأيك بشأنه للآخرين. ويمكنه بعد ذلك الاستفادة من الفوائد لنفسه مع مرور الأيام دون ملاحظة ذلك تقريبًا.
نظرًا لأن التعافي يكتسب قوته من ذاته، فإنه يرى كثير من الأشخاص أن السؤال المذكور أعلاه لم يعد له أي صلة بالموضوع كما يرون أن الاهتمام به يصرف الانتباه عن الهدف من التعافي.
من المريح جدًا أن نتوقف عن محاولة إيجاد طريقة للتمسك بشيء يدمرنا. حيث إنه من خلال ذلك يمكن للمريض اكتساب الشعور بالحرية.