علاج إدمان الماريجوانا
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من متعاطي الماريجوانا تتحول إلى مدمنين، مما يثير القلق حول مخاطر هذا المخدر. إدمان الماريجوانا ليس مجرد عادة سيئة، بل هو مرض يحتاج إلى علاج متخصص. في هذا المقال، سنناقش ما هو الماريجوانا، وسنقدم لك نظرة شاملة على خيارات علاج إدمان الماريجوانا المتاحة.
ما هو الماريجوانا؟
الماريجوانا، أو الحشيش، هي مادة مخدرة تستخلص من نبات القنب الهندي. تحتوي هذه النبتة على العديد من المركبات الكيميائية، ولكن المادة الفعالة الرئيسية فيها هي رباعي هيدروكانابينول (THC). هذا المركب هو المسؤول عن التأثيرات النفسية التي يشعر بها متعاطي الماريجوانا. تظهر الماريجوانا عادةً على شكل أزهار مجففة أو أوراق خضراء رمادية اللون. قد تأتي أيضًا على شكل راتنج (حشيش) أو زيت.
الماريجوانا واضطراب الصحة العقلية
يُعد تقييم مشاكل الصحة العقلية أو اضطرابات الشخصية أمرًا ضروريًا لعلاج ادمان الماريجوانا، حيث غالبًا ما تكون هذه الحالات موجودة بالفعل من قبل أو تتفاقم أو تنتج بشكل مباشر عن الاستخدام المُزمن والمُكثف للقنب، خاصةً في الأشخاص الأصغر سنًا. هُناك حاجة إلى دعم نفسي وثيق منذ بداية العلاج، وهو أمر تستطيع مراكز إعادة التأهيل المتطورة مثل Clinic Les Alpes توفيره على مدار الساعة.
هل الماريجوانا تسبب الإدمان؟
سيُشكل التثقيف الصحي حول إدمان الماريجوانا، وكذلك فيما يتعلق باستخدام القنب على وجه التحديد، جزءًا مهمًا من العلاج. غالبًا ما يكون هُناك ميل مستمر للتشبث بالمعتقدات التي تُقلل من المخاطر المحتملة للمادة، يحتاج الشخص إلى معرفة أن استخدام الماريجوانا الطبية يُمكن أن يتحول بسرعة إلى إدمان المخدرات. يحتاج الشخص أيضًا إلى تنبيهه بإمكانية استخدام بدائل من مواد أخرى مثل الكحول لتغيير المزاج أو البنزوديازيبينات للتعامل مع المشاعر التي تظهر أثناء وبعد انسحاب الماريجوانا.
أعراض إدمان الماريجوانا
تتضمن أعراض إدمان الماريجوانا عدة علامات، من بينها:
- الرغبة الملحة في استهلاك الماريجوانا بشكل متكرر، والتي تمثل حاجة متكررة وشديدة للتعاطي.
- الصعوبة في التوقف عن استخدام الماريجوانا بالرغم من رغبة المتعاطي في الامتناع عنها.
- زيادة كمية استهلاك الماريجوانا مع مرور الوقت.
- إهمال الالتزامات اليومية بسبب استهلاك الماريجوانا بشكل مستمر.
- الشعور بالقلق أو العصبية عندما لا يتمكن الشخص من الحصول على الماريجوانا.
- حدوث اضطرابات في النوم والشهية، مثل النوم الزائد أو قلة النوم وفقدان الشهية أو تناول الطعام بكميات زائدة.
- أعراض أخرى مثل الأرق أو الصداع
تشير هذه الأعراض إلى احتمالية إدمان الشخص على الماريجوانا مما يستوجب طلب مساعدة المتخصصة لبدء رحلة التعافي والعلاج المناسب.
هل لتعاطي الماريجوانا فوائد صحية؟
اختلفت الآراء بين الخبراء الطبيين والباحثين، حيث تشير الدراسات إلى أن الماريجوانا تحتوي على مواد كيميائية مثل الكانابينويدات التي قد تساعد في تخفيف الألم وتقليل التشنجات لدى بعض المرضى مثل الذين يعانون من التصلب المتعدد. كما أظهرت بعض الأبحاث فعالية الماريجوانا في الحد من القيء والغثيان المرتبطين بالعلاجات الكيميائية لعلاج السرطان. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه الفوائد النظرية لا تزال قيد البحث والدراسة.
كما أن هناك اهتمام متزايد بمخاطر تعاطي الماريجوانا الصحية على المدى الطويل، والتي تتضمن التأثيرات النفسية والسلوكية واحتمالية الإدمان على الماريجوانا، وبالتالي، تشير المعرفة الحالية إلى ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لتقييم فعالية وسلامة استخدام الماريجوانا كعلاج طبي، وتحديد الاستخدامات الطبية المناسبة والآثار الجانبية المحتملة لاستخدامها.
علاج ادمان الماريجوانا غير التقليدي
عادةً لا يكون هُناك حاجة للتدخل الطبي لمساعدة شخص على التخلص من ادمان الماريجوانا (نبات القنب الهندي)، على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يُعانون من مجموعة متنوعة من الأعراض الغير مرغوب فيها، أو ما يُسمى بـ أعراض الانسحاب، عند توقفهم عن استخدامها بعد فترة طويلة من الاستهلاك الكثير والمنتظم. لا يزال البحث مستمر عن دواء واحد ينجح بشكل خاص في علاج اضطراب تعاطي الماريجوانا.
ومع ذلك، سيظل الفريق الطبي مُتاحاً لمراقبة أعراض انسحاب الماريجوانا، والتي غالبًا ما تشمل; الصداع والغثيان أو الآلام المعوية. قد تتأثر الشهية سلبًا أيضًا. كما أن التقلبات المزاجية والعصبية والنهم تجاه بعض الأشياء واضطراب النوم وارد حدوثهم. قد يتم تقديم أدوية للتخفيف من مِثل هذه الأعراض بشكل عام. نظرًا لأن التتراهيدروكانابينول (THC) ، العنصر النشط في الماريجوانا، يظل في الجسم لبعض الوقت بعد آخر استخدام، قد يكون هُناك حاجة لإجراء اختبار للتأكد من التخلص منه.
سيتم تحديد البدائل غير الإدمانية لعلاج اضطراب تعاطي الماريجوانا وتجريبها، مثل تقنيات الاسترخاء وعلاجات السبا والتمارين الرياضية والأنشطة الإبداعية. نظرًا لأن طريقة التعاطي الشائعة للماريجوانا هي استنشاق الدخان، سيكون هذا هو الوقت المناسب لتقييم موضوع التدخين وإتاحة الفرصة للإقلاع عنه.
سيكون من المهم على الشخص اكتشاف واختبار وسائل غير إدمانية لتنظيم المشاعر والتعامل مع الضغوط أو البحث عن المكافأة العاطفية. سيتلقى الشخص مساعدة لاكتساب طرق جديدة لبناء الثقة بالنفس وتعزيز التقدير الذاتي، بالإضافة إلى تَعلُم كيفية الاسترخاء والتواصل الاجتماعي دون اللجوء إلى الماريجوانا أو تعاطي مواد ادمانية أخرى. سيكون هُناك حاجة إلى مشاركة العائلات واستكشاف نهج الشخص تجاه العلاقات. قد يكون تجنب العلاقات الحقيقية مشكلة.
ما هو علاج إدمان الماريجوانا؟
قد يكون العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج المُحفز للتحسين (MET) وإدارة العواقب (CM)، جميعها مفيدة في مكافحة إدمان الماريجوانا. سيُساعد العلاج السلوكي المعرفي الشخص على فحص أنماط التفكير والسلوك التي تُؤثر بشكل سلبي، وتحديد طرق للخروج واستبدال أساليب الحياة المدمرة للذات.
غالبًا ما يرتبط الشعور باللامبالاة بتعاطي الماريجوانا، ولهذا السبب قد يتم اختيار العلاج المُحفز للتحسين لدعم الشخص في تحقيق هدفه في العلاج. كما تساعد إدارة العواقب الفرد من خلال مكافأته على أي تقدم يُحققه. يُمكن تحديد المكافأة، التي لا يشترط أن تكون كبيرة، من قِبل الشخص بالتشاور مع المعالج أو مجموعة الدعم النظير.
يُمكن الاستفادة من كل هذه الأساليب العلاجية كعناصر مساعدة لعلاج إدمان الماريجوانا وضمان التعافي، والذي يعتمد على المشاركة في برنامج الـ12 خطوة القائم على الامتناع.
ختاماً، إن رحلة التعافي من إدمان الماريجوانا ليست سهلة، ولكنها تستحق كل جهد. كل شخص لديه القدرة على التغيير وتحسين حياته. من خلال طلب المساعدة والالتزام ببرنامج العلاج، يمكن للمدمنين استعادة السيطرة على حياتهم وتحقيق أهدافهم. تذكر، أنت لست وحدك، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يهتمون بك ويريدون مساعدتك.
تواصل معنا الآن إذا كنت في حاجة للمساعدة في التخلص من إدمان الماريجوانا.
الأسئلة الشائعة
ماذا يحدث بعد ترك الماريجوانا؟
بعد ترك الماريجوانا، يبدأ الجسم في عملية تطهير تدريجية. قد يشعر الفرد ببعض الأعراض الانسحابية مثل القلق، الأرق، التغيرات في الشهية، والصداع. هذه الأعراض عادة ما تكون مؤقتة وتختلف شدتها من شخص لآخر. مع مرور الوقت، يبدأ الجسم في التكيف مع غياب المادة المخدرة، وتختفي هذه الأعراض تدريجياً.
متى ينظف الجسم من الماريجوانا؟
تختلف مدة بقاء الماريجوانا في الجسم بشكل كبير من شخص لآخر وتعتمد على عدة عوامل. من بين هذه العوامل: كمية المادة التي تم تناولها، ومدة الاستخدام المتكرر، وطريقة الاستخدام (التدخين، الأكل)، وخصائص الجسم الفردية مثل معدل الأيض ونسبة الدهون في الجسم. بشكل عام، يمكن أن تستغرق الماريجوانا عدة أيام إلى عدة أسابيع ليتم التخلص منها تمامًا من الجسم.