تُعد اضطرابات الإدراك مصدر قلق طبي واجتماعي عالمي في العصر الحديث. إنها من أكثر المشاكل النفسية والعقلية تعقيدًا، والتي تؤثر بشكل عميق ومباشر على كيفية فهم الشخص لذاته والعالم من حوله وطريقة تفاعله مع بيئته. من فقدان الذاكرة إلى تغيرات الشخصية، تؤثر شبكة الاضطرابات الإدراكية تلك المعقدة على ملايين الأرواح حول العالم، محدثةً تغييرًا جذريًا في طريقة تفكير الناس ومشاعرهم وطريقة تعاملهم مع حياتهم اليومية.
هذه الاضطرابات، التي تتراوح بين الخفيفة والشديدة، لا تؤثر فقط على الأفراد الذين يعانون منها، بل تؤثر أيضًا على عائلاتهم وأصدقائهم. يُمكن أن تنشأ الاضطرابات الإدراكية منذ الولادة أو الطفولة، أو قد تظهر في وقت لاحق من الحياة نتيجة إصابة أو مرض، وتزداد سوءًا مع التقدم في السن. من أنواع اضطرابات الادراك؛ اضطرابات حسية، واضطرابات حسية حركية، يتوقف ذلك على الأعراض وتأثيراتها العميقة على الإدراك والسلوك البشري.
نتعمق في هذا المقال في عالم اضطرابات الإدراك المعقد؛ لنوضح بشكل مفصل ما المقصود بها، وأنواعها وأعراضها المختلفة، وما هي طرق تشخيصها وطرق علاج اضطراب الإدراك. كما سنوضح كيف ينجح علاج اضطرابات الإدراك في كلينيك ليز ألب بإستخدام أفضل وأحدث الطرق.
قبل أن نتطرق إلى توضيح ما اضطرابات الإدراك، علينا أن نفهم ما هو الإدراك. يشير الإدراك إلى الأداء العقلي، الذي يتعلق بتعلم وفهم المعلومات والعواطف والتجارب، بما في ذلك الذاكرة والمعرفة واتخاذ القرارات والإدراك واللغة والأداء اليومي.
اضطرابات الإدراك هي مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر سلبيًا على العمليات العقلية كالذاكرة والإدراك وحل المشكلات واتخاذ القرارات، وقد تصل إلى حدوث تغيرات في الحالة المزاجية والسلوك. يمكن أن تؤثر هذه الحالات على جميع جوانب الحياة، بدءًا من أداء مهام بسيطة كالتسوق من البقالة، وصولًا إلى الحفاظ على العلاقات وتحقيق الأهداف المهنية. قد يكون التأثير عميقًا، وغالبًا ما يؤدي إلى الشعور بالإحباط والعزلة وفقدان الاستقلالية.
يمكن أن ينشأ اضطراب الإدراك عن أسباب مختلفة، بما في ذلك العوامل الوراثية وإصابات الدماغ والتغيرات المرتبطة بالعمر. إن فهم هذه الاضطرابات أمر بالغ الأهمية لعدة أسباب. أولًا، يساعدنا على التعرف على العلامات والأعراض مبكرًا، مما قد يؤدي إلى نتائج أفضل من خلال التدخل في الوقت المناسب. ثانيًا، يعزز التعاطف والدعم للمتضررين، مما يخلق مجتمعًا أكثر شمولًا. وأخيرًا، يدفع البحث والابتكار في مجال علم الأعصاب، مما يمهد الطريق لعلاجات وأساليب علاجية جديدة.
يُمكن تصنيف اضطرابات الإدراك إلى عدة أنواع وفقًا لعدة عوامل؛ حيث يُمكن تصنيفها وفقًا للأعراض والجزء المتضرر من الدماغ إلى اضطراب حسي و اضطراب حسي حركي، كما يُمكن تصنيفها إلى اضطرابات خفيفة أو شديدة حسب درجة شدتها وتأثيرها، وتشمل أنواع اضطراب الإدراك:
يمكن تصنيف اضطرابات الإدراك وتشخيصها على أنها إما شديدة أو خفيفة (تُعرف أيضًا باسم ضعف الإدراك الطفيف)، وذلك حسب شدة الأعراض؛ وبشكل عام، يُعتبر الاضطراب العصبي الإدراكي خفيفًا إذا لم يؤثر على قدرة الشخص على العيش باستقلالية. وتشمل الاضطرابات العصبية الإدراكية، الخفيفة والشديدة، مجموعة من الحالات التي كانت تُصنف سابقًا تحت مسمى “الخرف”. تتضمن هذه الحالات ضعفًا وتدهورًا إدراكيًا متشابهًا، وغالبًا ما تُصيب كبار السن. تشمل اضطرابات الإدراك الرئيسية المعترف بها ما يلي:
اضطرابات حسية هي حالات تؤثر على كيفية معالجة وترجمة الدماغ للمعلومات الحسية (البصرية، السمعية، اللمسية، التذوقية، الشمية). يمكن أن تسبب هذه الاضطرابات حساسية مفرطة أو ناقصة للمعلومات الحسية بالرغم من أن الحواس قد تكون سليمة عضويًا.
تُسبب الاضطرابات الحسية استجاباتٍ أو ردود فعلٍ غير مناسبة، أو كليهما، تجاه المعلومات الحسية. يبدأ الاضطراب الحسي عادةً في سن مبكرة، وقد تسبب سلوكًا صعبًا، حيث يمكن أن تتمثل في صورة:
لا يزال سبب اضطرابات المعالجة الحسية غير واضح، لكن بشكل عام تميل هذه الاضطرابات إلى أن تكون وراثية. تُعد التشوهات الخلقية سبباً محتملاً آخر لحدوث الاضطراب الحسي. في بعض الأحيان، تحدث هذه الاضطرابات مع التوحد أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
العرض الرئيسي لاضطراب المعالجة الحسية لدى الأطفال والبالغين هو المعالجة غير السليمة للمعلومات الحسية. يؤدي هذا عادةً إلى فرط أو نقص في الحساسية للأحاسيس. على سبيل المثال، قد يعاني البعض من أحاسيس أقل من المعتاد، بينما يُصاب آخرون بالإرهاق بسهولة.
من العلامات التي تدل على فرط شديد للمدخلات الحسية:
من العلامات التي تدل على نقص في الحساسية للمدخلات الحسية:
اضطرابات حسية حركية هي اضطرابات تجمع بين الخلل الحسي والخلل الحركي، حيث يَجد الشخص صعوبة في التنسيق بين الإحساس والحركة، مما يؤدي إلى أداء حركي غير مناسب رغم سلامة العضلات.
قد يشعر الشخص المُصاب باضطراب الإدراك الحسية الحركية بالمحفز، لكن لا يستطيع استخدام تلك المعلومات الحسية لتنفيذ حركة مناسبة أو فعالة. يظهر ذلك بشكل واضح في الأداء الحركي اليومي، خاصة عند الأطفال. يمكن أن تتمثل اضطرابات حسية حركية في صورة:
لا يوجد سببٌ واحدٌ مُحدد لحدوث اضطراب الإدراك، وقد تتطور حالاتٌ مُختلفةٌ نتيجةً لاختلاف الظروف وعوامل الخطر. من العوامل التي تؤثر في الإدراك ما يلي:
اتصل بنا الآن للحصول على خدمات كلينيك ليز ألب الفاخرة عالية الجودة.
تشمل الأعراض الرئيسية لجميع الحالات تراجعًا في الأداء الإدراكي في الانتباه، والوظائف التنفيذية، والتعلم والذاكرة، واللغة، والمهارات الحركية، والإدراك الاجتماعي. تختلف أعراض الاضطرابات الإدراكية اختلافًا كبيرًا تبعًا للحالة وشدتها. ومع ذلك، تشمل بعض العلامات الشائعة ما يلي:
نظرًا للطبيعة المعقدة للاضطرابات الإدراكية، يُعدّ التشخيص والتقييم الدقيقان أمرًا بالغ الأهمية. غالبًا ما تكون اختبارات الفحص الإدراكي هي الخطوة الأولى في هذه العملية، حيث يتم تقييم مجالات مثل الذاكرة والانتباه والمهارات اللغوية. ورغم أنها ليست حاسمة، إلا أنها تُقدّم رؤى قيّمة وتُشير إلى ما إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من التقييم. غالبًا ما يتضمن تشخيص اضطراب الإدراك ما يلي:
يُجري الطبيب تقييمًا سريريًا ويأخذ تاريخًا كاملاً للصحة العقلية والجسدية، بالإضافة إلى أي تاريخ صحي عائلي. وقد يستعين بمعلومات من أفراد الأسرة أيضًا عند الحاجة. للمساعدة في تقييم اضطراب الإدراك، قد يستخدم بعض الاستبيانات الطبية مثل:
سيقوم الطبيب أيضًا بإجراء فحص بدني لتحديد ما إذا كانت هذه الأعراض ناتجة عن حالة طبية محددة، وقد يرغب في عمل تصوير عصبي للدماغ لاكتشاف ما إذا كانت هناك أي مشاكل عصبية واضحة. يشبه الأمر رؤية الدماغ من الداخل، مما يسمح له برؤية التغيرات الهيكلية أو أنماط النشاط التي قد تشير إلى حالات معينة مثل إصابة في الدماغ أو سكتة دماغية أو ورم. من التقنيات المستخدمة في ذلك:
لاستبعاد الحالات الطبية الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مماثلة.
نعتبر في كلينيك ليز ألب أن تشخيص اضطراب الإدراك هي بمثابة غوص عميق في بحر الوظيفة الإدراكية، لاستكشاف ما يحدث داخل دماغك بالتفصيل. من خلال سلسلة من الاختبارات والتقييمات، يُمكن لعلماء النفس العصبي لدينا إنشاء خريطة مُفصّلة لنقاط القوة والضعف الإدراكية لدى الفرد.
يمكن إدارة أعراض اضطرابات الإدراك بفعالية في كثير من الحالات، حيث يتمكن العديد من الأفراد من التحكم في الإضطراب الإدراكي لديهم والتمتع بحياة جيدة من خلال التدخل العلاجي المناسب، والأدوية، والرعاية الداعمة. يعتمد علاج اضطرابات الإدراك على السبب الكامن، وقد يشمل:
هيا بادر بطلب المساعدة من كلينيك ليز ألب حتي لا تسمح لـ اضطرابات الادراك بالسيطرة عليك
من أهم خطوات علاج اضطرابات الإدراك هي اختيار المكان الأفضل والأنسب لتلقي العلاج. كلينيك ليز ألب هي من أفضل مراكز إعادة التأهيل المعتمدة والموثوقة في سويسرا والعالم. تدفعك المميزات المتعددة التي تنفرد بها العيادة على اختيارك لها لمساعدتك على التعافي. من تلك المميزات:
اضطرابات الإدراك هي حالات معقدة ومتعددة الأوجه، ويمكن أن يكون لها تأثير عميق على الأفراد وعائلاتهم. التشخيص المبكر والعلاج المناسب ضروريان لإدارة هذه الاضطرابات وتحسين نوعية حياة الأفراد المصابين بها، لذلك لا تتردد وبادر بطلب المساعدة من فريق كلينيك ليز ألب.
إن الوعي بوجود مشكلة ضعف الإدراك والتشخيص المبكر والتدخل العلاجي الملائم يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في حياة المصابين. العلم يتقدم باستمرار لفهم هذه الحالات وتقديم حلول أكثر فاعلية.
هو خلل أو ضعف في قدرة دماغ الشخص على تفسير ومعالجة المعلومات الحسية التي يستقبلها من البيئة المحيطة، رغم سلامة الحواس (كالسمع أو البصر) وظيفيًا. يتم ترجمة ذلك إلى ردود أفعال غير مناسبة
هناك عدة أشياء قد تُسبب الشعور بعدم الإدراك؛ أسباب نفسية كالقلق والاكتئاب، أسباب عصبية وعضوية مثل السكتات الدماغية والزهايمر، بعض المواد مثل المخدرات والكحول.
الإدراك هو مرحلة أولى في معالجة المعلومات، خلالها يستقبل الدماغ المعلومات من الحواس ويفسرها مثل أن ترى رمزًا رياضيًا وتتعرف عليه بصريًا. أما الاستيعاب فهو مرحلة متقدمة بعد الإدراك، تتضمن القدرة على الفهم العميق وتفسير المعنى أو المحتوى العقلي أو اللغوي لتلك المعلومات مثل أن تفهم ماذا يعني هذا الرمز الرياضي.