Menu
Menu

ما هو اضطراب التعلق المرضي؟ وكيف يمكن علاجه؟

اضطراب التعلق المرضي هو حالة نفسية تؤثر على طريقة ارتباط الفرد بالآخرين، حيث يصبح التعلق المفرط بشخص معين أو مجموعة أشخاص مصدرًا للقلق والتوتر بدلًا من أن يكون عامل دعم وراحة. يتميز هذا الاضطراب بصعوبة الحفاظ على استقلالية الشخصية والشعور بالخوف المستمر من فقدان الطرف الآخر، مما يؤثر سلبًا على حياة الفرد وعلاقاته الاجتماعية. 

نتناول خلال السطور التالية، مفهوم التعلق المرضي، أسبابه، أعراضه، وأنواعه، سنقدم أيضًا حلولًا عملية ونصائح علاجية تساعد في علاج التعلق المرضي.

ما هو التعلق المرضي؟

التعلق المرضي هو حالة نفسية يظهر فيها ارتباط عاطفي غير متوازن بشخص آخر، حيث يعتمد الفرد بشكل كبير على هذا الشخص لتلبية احتياجاته العاطفية والشعور بالأمان.

يعد التعلق المرضي نمطًا غير صحي يؤثر على استقرار العلاقات، حيث يشعر الشخص بأنه غير قادر على المضي قدمًا أو التعامل مع الحياة دون وجود الشخص الذي يتعلق به. 

ما أنواع التعلق المرضي؟

يظهر التعلق المرضي في أشكال متعددة تختلف وفقًا لطبيعة العلاقة وأنماط التعلق التي يتبناها الفرد. وفيما يلي أبرز أنواع التعلق المرضي:

1- التعلق القلق: 

يتميز هذا النوع بشعور دائم بالخوف من فقدان الطرف الآخر، مع الحاجة المستمرة إلى الطمأنينة والتأكيد. يشعر الشخص المصاب بعدم الأمان والقلق الزائد تجاه العلاقة، مما يؤدي إلى توتر واهتزاز في التوازن العاطفي.

2- التعلق التجنبي:

في هذا النوع، يميل الفرد إلى الابتعاد العاطفي عن الآخرين، حيث يتجنب التقرب العاطفي خوفًا من التعرض للرفض أو الخذلان. غالبًا ما يظهر هذا النوع كنوع من الدفاع النفسي ضد العلاقات العميقة.

3- اضطراب التعلق التفاعلي (RAD):

عادةً ما يظهر هذا النوع في مرحلة الطفولة نتيجة الإهمال أو غياب الرعاية الكافية. الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب يواجهون صعوبة في بناء علاقات صحية ومستقرة مع الآخرين.

4- اضطراب المشاركة الاجتماعية غير المقيد:

في هذا النوع، يظهر الفرد ميلاً للتواصل والانفتاح المفرط على الآخرين دون التمييز بين الغرباء والمعارف، مما يجعله عرضة للاستغلال أو المواقف غير الآمنة. ينتج هذا النمط غالبًا عن نقص الاستقرار العاطفي في الطفولة.

5- التعلق غير الصحي بشخص معين:

يتعلق هذا النوع بشخص محدد يصبح محور حياة الفرد، حيث يعتمد عليه بشكل كامل لتلبية احتياجاته العاطفية. يؤدي هذا إلى مشاعر القلق والتوتر عند غياب هذا الشخص أو انشغاله.

6- التعلق المرضي بالأشياء أو الأفكار:

يشمل هذا النوع التعلق المفرط بأشياء مادية أو أفكار معينة، مثل الروتين اليومي أو الأهداف الشخصية. قد يؤدي هذا التعلق إلى صعوبة في التكيف مع التغيرات أو مواجهة التحديات.

ما هي اسباب التعلق المرضي؟

التعلق المرضي هو حالة تنشأ نتيجة مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على تكوين العلاقات العاطفية. يمكن أن تكون هذه العوامل متجذرة في تجارب سابقة أو ناتجة عن صدمات نفسية وحياتية. فيما يلي أهم اسباب التعلق المرضي:

  • تجارب الطفولة المؤلمة: تعد الطفولة من المراحل الأساسية التي تتشكل فيها أنماط التعلق العاطفي. عندما يتعرض الطفل للإهمال أو الحرمان العاطفي، فإنه ينشأ مع شعور بعدم الأمان الذي ينعكس في شكل تعلق مفرط بالآخرين في المستقبل. تكشف الإحصاءات أن 35% من الأطفال الذين عانوا من الإهمال العاطفي في الطفولة يطورون أنماط تعلق غير صحي في حياتهم.
  • ضعف الثقة بالنفس: الأشخاص الذين يعانون من انخفاض تقدير الذات يشعرون بالحاجة المستمرة إلى التقدير والقبول من الآخرين. هذا يجعلهم أكثر عرضة للتعلق المرضي، حيث يعتمدون عاطفيًا على شخص معين لتعويض هذا النقص.
  • الخوف من الهجر: الخوف من فقدان شخص معين أو التعرض للرفض يمكن أن يؤدي إلى التعلق المرضي. هذا النوع من الخوف قد يكون نتيجة لتجارب سابقة مثل الانفصال عن شريك أو وفاة شخص مقرب.
  • الاعتماد العاطفي المفرط: الاعتماد المفرط على الآخرين لتلبية الاحتياجات العاطفية يجعل الفرد عرضة للتعلق المرضي. الأشخاص الذين يجدون صعوبة في تلبية احتياجاتهم العاطفية بأنفسهم يميلون إلى البحث عن الأمان في الآخرين، مما يضعهم في دائرة غير صحية. 
  • الصدمات النفسية: الأحداث الصادمة، مثل التعرض للإساءة الجسدية أو العاطفية، أو فقدان شخص عزيز، يمكن أن تؤدي إلى مشكلات في أنماط التعلق.
  • قلة الدعم الاجتماعي: غياب الدعم الاجتماعي من الأسرة أو الأصدقاء يجعل الشخص يبحث عن الدعم العاطفي في شخص واحد بشكل مفرط. هذا يضعف من قدرة الفرد على بناء شبكة علاقات صحية ومتوازنة.
  • اضطرابات القلق والاكتئاب: بعض الاضطرابات النفسية، مثل القلق الاجتماعي أو الاكتئاب، تزيد من احتمالية التعلق المرضي. الشخص المصاب بالقلق، على سبيل المثال، يخشى باستمرار فقدان العلاقات المهمة في حياته. 
  • تأثير وسائل الإعلام والتكنولوجيا: مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الأفراد أكثر عرضة للمقارنة مع الآخرين، مما يعزز مشاعر النقص والحاجة المفرطة للتأكيد العاطفي. هذا يمكن أن يؤدي إلى أنماط تعلق غير صحية خاصة في العلاقات الرومانسية.

فهم هذه الأسباب يمكن أن يساعد الأفراد والمختصين في تحديد جذور المشكلة والعمل على علاج التعلق المرضي. إذا كنت تعاني من التعلق المرضي، فإن الخطوة الأولى هي التعرف على هذه الأسباب والبحث عن الدعم المناسب من خلال الاستشارات النفسية  والبرامج المتخصصة التي تقدمها كلينيك ليز ألب.

ما هي اعراض التعلق المرضي؟

التعلق المرضي يظهر بمجموعة من الأعراض التي تؤثر على الصحة النفسية والعاطفية للفرد وتنعكس على سلوكياته اليومية وعلاقاته مع الآخرين. غالبًا ما تكون هذه الأعراض ناتجة عن الشعور المفرط بعدم الأمان والخوف من فقدان الشخص المتعلق به. فيما يلي أبرز اعراض التعلق المرضي:

  • الخوف الشديد من الهجر:  يعاني الشخص من خوف دائم وغير مبرر من أن يتركه الطرف الآخر أو أن تنتهي العلاقة. 
  • الاعتماد العاطفي المفرط: يعتمد الشخص بشكل كامل على الطرف الآخر لتلبية احتياجاته العاطفية والنفسية.
  • الغيرة المفرطة: تظهر الغيرة بشكل مفرط وغير مبرر، مما يؤدي إلى شعور دائم بالقلق والشكوك تجاه الطرف الآخر.
  •  التفكير المفرط بالطرف الآخر: انشغال دائم بالتفكير في الطرف الآخر، لدرجة تجعل الشخص غير قادر على التركيز في مسؤولياته أو حياته اليومية.
  •  الشعور بعدم الأمان: يشعر الشخص المتعلق بأنه غير كافٍ أو غير مرغوب فيه إلا إذا حصل على اهتمام وطمأنينة مستمرة من الطرف الآخر.
  •  صعوبة الحفاظ على استقلالية شخصية: يجد الفرد صعوبة في اتخاذ قراراته الخاصة أو الاستقلال بذاته، حيث يعتمد كليًا على الطرف الآخر لتوجيهه ودعمه.
  • الحاجة المستمرة للطمأنينة: يسعى الشخص المتعلق للحصول على تأكيد مستمر من الطرف الآخر حول مشاعره تجاهه أو الالتزام بالعلاقة.
  •  الانعزال عن الآخرين: يركز الشخص المتعلق كل اهتمامه على الطرف الآخر، مما يؤدي إلى إهمال العلاقات الاجتماعية الأخرى.
  • الاكتئاب عند غياب الطرف الآخر: عند غياب الطرف الآخر لفترة قصيرة، قد يشعر الشخص المتعلق بحالة من الحزن الشديد أو الاكتئاب.
  • تكرار الفشل في بناء علاقات متوازنة: يميل الأشخاص الذين يعانون من التعلق المرضي إلى تكرار نمط العلاقات غير الصحية، حيث يعيدون نفس الأخطاء التي تعزز هذا النوع من التعلق.

ابدأ رحلة علاجك الفعال وتخلص من التعلق المرضي وتواصل معنا للحصول على خدمات كلينيك ليز ألب الفاخرة في علاج الإدمان.

علاج التعلق المرضي، كيف اتخلص من التعلق المرضي؟

علاج التعلق المرضي يتطلب الجمع بين العلاج النفسي والدعم العاطفي. ومن أهم الطرق العلاجية الفعالة لعلاج التعلق المرضي مايلي:

طلب المساعدة من متخصص نفسي في علاج التعلق المرضي

يعد اللجوء إلى معالج نفسي خطوة أساسية لفهم جذور التعلق المرضي وعلاجه. يساعد العلاج النفسي على تحسين التفكير وتطوير أدوات صحية للتعامل مع المشاعر والعلاقات.

تقدم كلينك ليز ألب برامج علاجية مخصصة تتضمن جلسات استشارية تساعد الأفراد على التعرف على أسباب التعلق المرضي والعمل على بناء استقلالية عاطفية. يعتمد فريق المركز على خطط علاجية فردية تستهدف احتياجات كل مريض على حدة.

علاج التعلق المرضي بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يعتمد هذا العلاج السلوكي المعرفي على مساعدة الشخص في التعرف على أنماط التفكير السلبية واستبدالها بأفكار إيجابية ومتوازنة. يساهم أيضاً في تقليل المخاوف المرتبطة بالهجر أو الفقدان ويعزز من قدرة الفرد على التعامل مع العلاقات بشكل صحي.

تعزيز الثقة بالنفس

التعلق المرضي غالبًا ما يرتبط بانخفاض الثقة بالنفس. يمكن للشخص أن يعمل على تحسين تقدير الذات من خلال:

  •  المشاركة في أنشطة تساهم في تنمية المهارات الشخصية.
  •  التركيز على الإنجازات الشخصية بدلاً من الاعتماد على تقييم الآخرين.

تقدم كلينك ليز ألب جلسات نفسية تدعم بناء الثقة بالنفس من خلال أدوات عملية تساعد الأفراد على تعزيز احترامهم لذاتهم.

تقليل الاعتماد العاطفي

الاعتماد الكامل على شخص واحد لتلبية الاحتياجات العاطفية يزيد من مشاعر التعلق المرضي. لتخفيف هذا الاعتماد، يجب:

  •  تخصيص وقت للأنشطة التي تساعد في تعزيز الشعور بالاستقلالية.
  •  بناء شبكة اجتماعية متوازنة لتوسيع دائرة الدعم العاطفي.

إدارة المشاعر بشكل صحي

تعلم كيفية التعامل مع المشاعر القوية مثل القلق والخوف من الهجر يمكن أن يساعد في السيطرة على التعلق المرضي. يمكن تطبيق تقنيات مثل:

  • تمارين التنفس العميق.
  • التأمل والاسترخاء للتقليل من التوتر.

وضع حدود صحية

الحدود الصحية في العلاقات تلعب دورًا كبيرًا في الوقاية من التعلق المرضي. تشمل هذه الحدود، تخصيص وقت للعناية بالنفس. بناء علاقات تتيح مساحة لكل طرف لتحقيق استقلاليته.

العلاج الجماعي والدعم النفسي

العلاج الجماعي يمكن أن يوفر بيئة داعمة للتعلم من تجارب الآخرين الذين يمرون بحالات مشابهة. تقدم كلينك ليز ألب جلسات جماعية تشجع على تبادل الخبرات وتساعد الأفراد على الشعور بالدعم المتبادل.

تطوير مهارات التكيف

 تحسين مهارات التكيف مع الحياة اليومية والعلاقات يمكن أن يقلل من تأثير التعلق المرضي. يشمل ذلك تعلم كيفية التعامل مع الخلافات أو الابتعاد العاطفي بشكل متوازن.

كيف يساعد كلينيك ليز ألب في علاج التعلق المرضي؟

الاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى نحو التعافي. يمكن للتواصل مع مختصين نفسيين، في كلينيك ليز ألب، أن يكون نقطة تحول حقيقية لعلاج التعلق المرضي وبناء حياة متوازنة. تواصل مع المركز لبدء خطة علاجية تناسب احتياجاتك الشخصية وتساعدك على استعادة استقلاليتك العاطفية.

يقوم الفريق الطبي بالمركز بتقييم شامل لحالة المريض لفهم طبيعة المشكلة والجذور العاطفية لها، ووضع خطط علاجية مخصصة تعتمد على برامج علاجية فردية تعتمد على احتياجات كل شخص وظروفه الخاصة. 

يوفر المركز متابعة مستمرة لضمان تقدم الحالة وتحقيق نتائج ملموسة. يعمل المعالجون في المركز على مساعدة المرضى على بناء استقلالية عاطفية وتحقيق توازن نفسي.

إذا كنت بحاجة إلى استشارة من أفضل المتخصصين في علاج حالات الصحة العقلية اتصل بنا الآن واحصل على المساعدة.

الأسئلة الشائعة

ما سبب التعلق الشديد بشخص؟

التعلق الشديد بشخص قد يكون ناتجًا عن نقص في الاحتياجات العاطفية في مرحلة الطفولة، مثل غياب الأمان والحب. وقد يكون أيضًا نتيجة لتعزيز الطرف الآخر لهذا التعلق من خلال تقديم الطمأنينة المستمرة.

كيف تفقد تعلقك بشخص ما؟

ركز على بناء حياة مستقلة مليئة بالأنشطة. قلل من التواصل المفرط مع الشخص الذي تعتمد عليه. اطلب المساعدة من معالج نفسي لفهم جذور التعلق والعمل على تخطيه. مارس الرياضة أو التأمل لتخفيف مشاعر القلق.

كيف تتخلص من التعلق غير الصحي؟

حدد أسباب التعلق وتقبل وجود المشكلة كخطوة أولى. احرص على تطوير مهارات التعامل مع مشاعرك بطرق صحية، مع تجنب الاعتماد المفرط على شخص واحد فقط للحصول على الدعم العاطفي. 

كيف أعالج نفسي من التعلق المرضي؟

تعلم كيفية بناء حدود صحية في علاقاتك. استثمر وقتك في تطوير مهارات جديدة تزيد من شعورك بالثقة بالنفس. يمكنك أيضاًً كتابة قائمة بالأشياء التي تستمتع بها وتجعلك سعيدًا دون الاعتماد على الآخرين. بالإضافة إلى استخدام تقنيات التأمل والاسترخاء للحد من مشاعر القلق.

crosschevron-down