التوقف عن الحشيش قرار شجاع، لكن ما يليه من قلق وأرق وتوتر ورغبة في الرجوع يجعل كثيرين يتساءلون: هل ما أشعر به طبيعي؟ وهل هذه فعلًا علامات خروج الحشيش من الجسم؟
المؤكد من الأبحاث الطبية أن ما تمر به في الأيام والأسابيع الأولى من اثار الانسحاب من الحشيش، هو جزء من متلازمة انسحاب القنّب المعترف بها في DSM-5، وليست علامة جنون أو ضعف شخصية. هذه الأعراض مزعجة لكنها في الغالب غير مهدِّدة للحياة، وتشير إلى أن دماغك يحاول إعادة ضبط نفسه بعد فترة من الاعتماد على THC، المادة الفعّالة في الحشيش.
في هذا المقال سنشرح بصورة مبسّطة علامات خروج الحشيش من الجسم، الآثار النفسية بعد ترك الحشيش، وما الذي يمكن أن تتوقعه حتى بعد ترك الحشيش بشهر.
عندما يسأل الناس عن علامات انسحاب الحشيش من الجسم فهم يقصدون غالبًا جانبين مختلفين ولكنهما مرتبطان ببعض:
المقصود هنا هو المدة التي يظل فيها الحشيش ظاهرًا في التحاليل المختلفة:
الجانب الثاني الذي يقصده كثيرون هو انتهاء المرحلة الحادة من الاعراض بعد ترك الحشيش، مثل:
أي أن الشخص يشعر أن جسده ونفسيته يعودان تدريجيًا إلى حالة من الاستقرار بعد التوقف عن التعاطي. هذه الأعراض تختلف في شدتها ومدتها من شخص لآخر.
مدة بقاء الحشيش وآثارِه في الجسم ليست رقمًا ثابتًا، بل تتأثر بعدة عناصر تتداخل معًا، من أهمها:
كلما كانت الكمية التي يتعاطاها الشخص أكبر، وكلما كان الحشيش نفسه عالي التركيز، زادت كمية THC المخزّنة في الجسم، وبالتالي يحتاج الجسم لوقت أطول لتفكيكها والتخلص منها عبر الكبد والكلى والعرق.
شخص يدخن الحشيش مرة كل فترة ليست كمن يستخدمه يوميًا لعدة أشهر أو سنوات. الاستخدام المتكرر يجعل نواتج الحشيش تتراكم تدريجيًّا في دهون الجسم؛ لأن THC مادة تذوب في الدهون، فيصبح خروجها أبطأ، وتطول فترة ظهورها في التحاليل وكذلك فترة بعض أعراض الانسحاب.
بما أن الحشيش يميل إلى التخزين في الأنسجة الدهنية، فإن من لديهم نسبة دهون أعلى في الجسم قد يحتفظون بالمادة لمدة أطول مقارنة بالشخص النحيف، كذلك يختلف معدل الأيض بين الأشخاص؛ فبعض الأجسام أسرع في تكسير المواد وإخراجها، ما ينعكس على مدة بقاء الحشيش.
بعض الفروق الجينية تؤثر في كفاءة الإنزيمات المسؤولة عن تكسير الأدوية والمواد الكيميائية داخل الكبد، فسلامة الكبد والكلى، وحالة الجسم العامة، والأدوية الأخرى التي يتناولها الشخص، كلها عوامل يمكن أن تُبطئ أو تُسرّع عملية التخلص من بقايا الحشيش.

عند التوقف عن الحشيش بشكل مفاجئ بعد فترة من الاستخدام المنتظم، يمرّ الكثيرون بما يُعرَف بـ متلازمة انسحاب الحشيش؛ أو اعراض بعد ترك الحشيش وهي مجموعة من التغيّرات النفسية والجسدية التي تعكس محاولة المخ والجسم التكيّف من جديد مع غياب المادة.
هذه المتلازمة موثّقة في المراجع الطبية العالمية، وتُعدّ شائعة بين من تعاطوا الحشيش لفترات طويلة أو بجرعات عالية.
أبرز ما يلفت الانتباه بعد الإقلاع هو الاثار النفسية بعد ترك الحشيش. فيما يلي أبرزها:
تظهر مجموعة من التغيرات الجسدية التي تُعد جزءًا من اعراض بعد ترك الحشيش، منها:
رغم أن التجربة فردية، فإن الأبحاث والملاحظات الإكلينيكية ترسم إطارًا زمنيًّا تقريبيًا لما يحدث بعد آخر جرعة:
2. من اليوم الثالث حتى نهاية الأسبوع الأول: غالبًا ما تكون هذه المرحلة الأكثر صعوبة؛ ففيها تصل حدة الأعراض إلى أعلى مستوى:
يبدأ منحنى الأعراض في الانخفاض:
تشير دراسات على مستقبلات القنّب في الدماغ إلى أنها تحتاج في المتوسط إلى عدة أسابيع لتستعيد نشاطها الطبيعي تقريبًا بعد التوقف.
بعد مرور حوالي شهر على التوقف التام عن الحشيش، يمكن ملاحظة مجموعة من التغيّرات غالبًا تميل في مجملها إلى التحسن، مع بقاء بعض الآثار عند البعض:
عند الحديث عن أضرار الحشيش النفسية لا نتوقف عند مرحلة الانسحاب فقط؛ فالمشكلة في كثير من الأحيان تمتد إلى ما بعد التوقف، خاصة في حالات الاستخدام المزمن أو الكثيف. الأبحاث تشير إلى عدد من النقاط المهمّة:
ابدأ رحلة علاجك الفعال وتخلص من الإدمان وتواصل معنا للحصول على خدمات كلينيك ليز ألب الفاخرة في علاج الإدمان.
التعامل الصحيح مع الأعراض بعد ترك الحشيش يمكن أن يختصر كثيرًا من المعاناة ويقلل فرص الرجوع للمخدّر. من أهم الأساليب التي تدعم التعافي:
1. لا تعيش التجربة وحدك: وجود دائرة دعم حولك يصنع فارقًا كبيرًا؛ سواء كانت عائلة متفهمة، أو صديقًا تثق به، أو مجموعة دعم للمتعافين. مشاركة مشاعرك وتحدياتك مع آخرين تقلل الإحساس بالوحدة وتخفّف الضغط النفسي الذي قد يدفع للانتكاس.
2. ضبط عادات النوم قدر الإمكان: تثبيت مواعيد النوم والاستيقاظ يساعد في تجاوز مرحلة الانسحاب، كذلك الابتعاد عن الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل، وتقلّل الكافيين في ساعات المساء.
3. نظام صحي مع ممارسة الرياضة: لا يشترط تدريبًا عنيفًا؛ فالمشي السريع لمدة 20–30 دقيقة يوميًّا يكفي غالبًا لتحسين المزاج، وتخفيف حدة القلق، والمساعدة في تنظيم النوم، إلى جانب دوره في تسريع استعادة التوازن الكيميائي في المخ.
4. الانتباه للتغذية وشرب الماء: احرص على تناول وجبات منتظمة ومتوازنة تحتوي على خضروات وفواكه وبروتينات خفيفة. قلّل قدر الإمكان من السكريات العالية والمشروبات المنبّهة. كما أن شرب كمية كافية من الماء يساعد الجسم في عملية التخلص من اثار الحشيش.
5. اللجوء للعلاج النفسي عند الحاجة: العلاج المعرفي السلوكي (CBT) من أكثر الأساليب المدروسة في التعامل مع أعراض الانسحاب، المعالج يساعدك على فهم أنماط التفكير والسلوك التي تغذي القلق والرغبة في العودة للمخدّر، ويعلّمك بدائل عملية للتعامل مع المواقف الصعبة.
ختامًا، علامات خروج الحشيش من الجسم ليست فقط اختفاء أثره من التحليل، بل رحلة يتعافى فيها الدماغ والنفس خطوة بعد خطوة، خاصة خلال الأسابيع الأولى وبعد مرور شهر من التوقف.
استمرار القلق أو اضطراب المزاج في هذه المرحلة لا يعني فشل التجربة، بل يشير إلى أنك ما زلت في منتصف الطريق، ويمكن تجاوز ذلك بالدعم الأسري، وتعديل أسلوب الحياة، وطلب المساعدة المتخصصة إذا بدأت الأعراض تؤثر على عملك أو دراستك أو علاقاتك.

في كلينيك ليز ألب يتم التعامل مع علامات خروج الحشيش من الجسم من خلال برنامج علاجي طبي متكامل لعلاج إدمان الماريجوانا يهدف إلى تقليل الأعراض الجسدية والنفسية وجعل مرحلة الانسحاب أكثر أمانًا وراحة، يبدأ العلاج بتقييم طبي شامل يحدد مدة وكمية التعاطي، ثم يُوضع بروتوكول خاص لكل حالة يشمل مراقبة مستمرة على مدار الساعة، ودعم دوائي عند الحاجة لتخفيف القلق والأرق وتقلبات المزاج.
إضافة إلى جلسات علاج نفسي تساعد المريض على تجاوز الرغبة في التعاطي وإدارة التوتر، كما يوفر المركز بيئة علاجية فاخرة هادئة تُسهّل على العميل تخطي هذه المرحلة بسلام، مع خطة متابعة ورعاية لاحقة تمنع الانتكاس بعد الخروج من البرنامج.
إذا كنت بحاجة إلى استشارة من أفضل المتخصصين في علاج حالات الإدمان اتصل بنا الآن واحصل على المساعدة من فريق كلينيك ليز ألب.
الأسئلة الشائعة
يعود الجسم لطبيعته تدريجيًا خلال أيام إلى أسابيع حسب مدة التعاطي وكمية الاستخدام. تتحسن الأعراض الجسدية خلال أول أسبوع، بينما تحتاج الأعراض النفسية مثل القلق واضطراب النوم من 2 إلى 4 أسابيع حتى تستقر. في حالات التعاطي الطويل أو اليومي، قد يحتاج الدماغ وقتًا أطول ليستعيد توازنه الكامل.
لا يوجد دواء يزيل الحشيش مباشرة، لكن الجسم يتخلص منه طبيعيًا عبر الكبد والكلى بمرور الوقت. أكثر ما يساعد على تسريع خروج آثاره هو الإكثار من شرب الماء، النوم الجيد، الحركة أو الرياضة الخفيفة، والتغذية الصحية. أما المكملات أو الخلطات الشائعة فلا دليل على فعاليتها.